-->
44
نعتذر منك,لا نستطيع أن نجد الصفحة المطلوبة,بإمكانك البحث مرة أخرى,شكراً لك لتفهم الأمر...

الأربعاء، 21 مارس 2018

التشريعي يُقر مشروع قانون المصالحة المجتمعية


أقر المجلس التشريعي الفلسطيني بالإجماع اليوم الأربعاء مشروع قانون المصالحة المجتمعية لعام 2018.

وقال رئيس اللجنة القانونية بالمجلس أحمد فرج الغول خلال جلسة للمجلس عقدها بمدينة غزة إن المشروع يتوافق مع أحكام القانون الأساسي لسنة 2003 وتعديلاته ومع السياسة العامة للمجلس التشريعي الرامية إلى سن قوانين تُحاكي الواقع وتعزز الاستقرار والأمن المجتمعي.

وأوضح الغول أن مشروع قانون المصالحة المجتمعية يكـتسب أهمية خاصة؛ باعتباره يهدف إلى إرساء إطار قانوني لتقنين المصالحة المجتمعية، كأحد أساليب العدالة الانتقالية الرامية إلى طي صفحة الانقسام وجبر الضرر عن الأحداث المؤسفة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية للفترة الواقعة ما بين تاريخ 1/1/2005 ولغاية 1/5/2011.

ويستهدي مشروع القانون في أحكامه باتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني المبرمة في القاهرة بتاريخ 27 إبريل 2011 والتي نصت على آليات ووسائل المصالحة وتشكيل لجنة المصالحة وتحديد مهامها في بذل الجهد لطي صفحة الانقسام وتحديد أسس التعويض المادي للمتضررين.

وقال النائب الأول بالمجلس التشريعي أحمد بحر إن تدشين وتعزيز قيم المحبة والتسامح والتعاون والتكافل بين أبناء شعبنا يشكل أحد أهم الضمانات الرامية إلى إنجاح مشروعنا الوطني التحرري.

وأعلن أن الاثنين القادم ستكون جلسة خاصة للمجلس التشريعي بخصوص حق العودة ورفض قرار ترامب وستكون قريبة من حدود الوطن.

وبيّن بحر أن ما أسماه "الأحداث الأليمة" التي ألمت بشعبنا في غزة في السنوات الماضية، "شكلت جرحاً غائرا في قلوبنا وصفحة سوداء في تاريخ شعبنا، وآن لنا اليوم أن نضمد هذه الجراح، ونداوي القلوب المكلومة التي اكتوت بنيران الفتنة.

وشدد بحر على أن من أساسيات أية مصالحة مجتمعية ولتحقيق العدالة الانتقالية أن تكون هناك مرجعيات تشريعية تضمن للضحايا والمتضررين كافة حقوقهم.

وأضاف: "نحن في المجلس التشريعي من خلال لجانه المختصة وخاصة اللجنة القانونية نعلن أن المجلس التشريعي عقد عدة ورشات من النواب والكتل البرلمانية والمختصين، وتم صياغة مشروع قانون المصالحة".

تشكيل لجنة

وقال النائب مشير المصري إن شعبنا بحاجة لاستكمال ملف المصالحة المجتمعية وموازنة لا تقل عن 50 مليون دولار، داعيًا لتشكيل وفد برلماني من حركتي حماس فتح-التيار الاصلاحي-ومستقلين للتوجه للدول العربية والاسلامية لتشكيل مظلة عربية لدعم المصالحة المجتمعية.

وأنجزت لجنة المصالحة المجتمعية ملف 39 عائلة شهيد في محافظات القطاع ووقّعت معهم صلحًا نهائيًا من أصل 600 شهيد ارتقوا أثناء أحداث الانقسام؛ بدية مالية وصلت إلى 50ألف دولار لكل شهيد.

 من جهته أيد النائب إسماعيل الأشقر مشروع قانون المصالحة المجتمعية؛ لأنه يعالج فترة سوداء من شعبنا، وبالإضافة كونه تطبيقًا لاتفاقية القاهرة عام 2011 التي نصّت على ذلك.

واتفق معهما النائب محمود الزهار على أهمية مشروع قانون المصالحة المجتمعية، داعيًا لتشكيل لجنة خاصة لجمع المال من الداخل والخارج لدعم هذا المشروع.

وأكد الزهار أن المصالحة المجتمعية هي ضرورة مهمة لشعبنا على برنامج التحرير وليس على برنامج الخيانة والتعاون المدنس، وفق قوله.

وثمّن النائب خليل الحية مشروع القانون، خاصة أنه يأتي بمرحلة فارقة يحتاج بها شعبنا مزيداً من اللحمة الوطنية؛ "لرص الصفوف أمام محاولات استهداف القضية بالتصفية أو استهداف غزة بالتركيع والتجويع".

وأوضح الحية أن القانون يعدّ بارقة أمل في الوقت الذي يكثر في الحديث عن حالة الانهيار والتخوين؛ "يخرج التشريعي بهذا المشروع ليقول أن غزة وشعبنا مصممون على الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والمصالحة المجتمعية.

طي الصفحة

وقال النائب ماجد أبو شمالة عن كتلة فتح البرلمانية –التيار الإصلاحي- إنه آن الأوان لطي صفحةٍ سوداء من تاريخ شعبنا، وأن نتعاون جميعاً لنقف أمام قضايانا الجوهرية.

وأضاف أبو شمالة "آن الأوان لإنهاء ما ترتب على الاحداث المؤسفة والتسامح من قبل الجميع، والعمل بشكل جاد على النتائج التي تسببت بها هذه الخلافات والاشكاليات".

وطالب بعودة الذين غادروا غزة بسبب أحداث الانقسام، والإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلوا على خلفية "الأحداث المأساوية"، مؤكداً أهمية رصّ الصفوف للبحث عن مصالحة حقيقية بن أبناء الشعب الواحد. 

وحول إقرار مشروع قانون المصالحة المجتمعية أيّد أبو شمّالة القانون، معربًا عن أمله بإقراره في أسرع وقت ممكن.

بدورها، قالت النائب هدى نعيم عن كتلة التغيير والإصلاح إن شعبنا في مرحلة وطنية هامّة يتحتّم عليه تجاوز المناكفات السياسية، وتوحيد الجهود لتحقيق المصالحة المجتمعية.

وأكدت نعيم أن مشروع قانون المصالحة المجتمعية بحاجة لجهد وطني وشعبي واسع؛ لإزالة الضرر النفسي عن أهالي الضحايا، مطالبةً في ذات الوقت تشكيل لجنة برلمانية باتجاهين الأول متابعة تنفيذ المصالحة المجتمعية، والثاني جمع تبرعات للصندوق المالي الخاص به.

ويتكون مشروع القانون المقترح من (13) مادة ركزت على المبادئ والركائز الآتيــــــــــــة:

1.    توصيف فترة الانقسام بمصطلح ((الأحداث المؤسفة)) وتعريفها بأنها: هي المنازعات الناتجة عن الاقتتال الداخلي والانقسام للفترة الواقعة ما بين تاريخ 1/1/2005 ولغاية 1/5/2011.

2.    إنشاء ((لجنة المصالحة المجتمعية)) بموجب القانون؛ وإحالة تشكيلها إلى اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني المبرمة في القاهرة لسنة 2011.

3.    حرص مشروع القانون على حصر طرفي اتفاق المصالحة بين الشخص المتصالح (وهو الشخص المتضرر من الأحداث المؤسفة أو وكيله الخاص أو ورثته أو وكيلهم الخاص) ولجنة المصالحة المجتمعية.

4.    أوجب المشروع على من يرغب بالتصالح بالتوقيع على (سند المصالحة) مع اللجنة، وفي المقابل تلتزم اللجنة بأن تدفع للمتصالح ما يلي:

أ‌-     الديات في الأنفس ومقدارها 50 ألف دولار.

ب‌-   إرش الجراحات (الإصابات) بناء على تقارير طبية موثقة صادرة عن اللجنة الفرعية المتخصصة.

ج‌-    التعويض عن الممتلكات العامة والخاصة وفقاً للتقديرات الصادرة عن اللجنة الفرعية المتخصصة.

5.    جعل مشروع القانون الأثر المترتب على التوقيع على سند المصالحة؛ انقضاء الدعوى الجزائية ولو كانت مرفوعة بطريق الادعاء المباشر وسقوط أية عقوبات أصلية أو تبعية، وتأمر النيابة العامة بوقف تنفيذ العقوبة إذا وقع الصلح أثناء تنفيذها، وتزول جميع الآثار الجزائية المترتبة عليها، كذلك يُخلى سبيل الموقوفين والمحكومين ممن تشملهم أحكام هذا القانون بأمر يصدره النائب العام إلى الجهات المختصة، أما في القضايا التي ما زالت قيد النظر سواء أمام المحاكم أو أي جهة أخرى؛ فتصدر المحكمة أو تلك الجهة حسب مقتضى الحال القرارات اللازمة بشأنها تطبيقاً لأحكام هذا القانون.

6.    ألزم مشروع القانون الشخص المتصالح بترك أية مطالبات قضائية أو عرفية أو شرعية أو قانونية مترتبة له بسبب الأحداث المؤسفة وذلك بمجرد استلام مبلغ التعويض والتوقيع على السند، واعتبار سند المصالحة باتاً ونهائياً ولا رجوع فيه، ولا يجوز له النكول عنه بأي حال من الأحوال ومهما كانت الأسباب واختلفت الدواعي ومهما طال الزمان، وحرصاً من المشرع على ضمان ذلك فقد اعتبر أن كل من يخالف أو ينقض ما وقّع عليه في سند المصالحة ستُـوّقع عليه أشد العقوبات المقررة في القانون.

7.    نص مشروع القانون على إنشاء ((صندوق المصالحة المجتمعية)) بهدف توفير أموال التعويضات لذوي المتضررين من الأحداث المؤسفة من خلال السعي للحصول على المساعدة والدعم المحلي والإقليمي والدولي.

8.    حرص المشروع على وضع نصاً انتقاليًا لاستيعاب الحالات السابقة لسن هذا القانون؛ والتي استفادت من التعويضات عن الأحداث المؤسفة؛ وذلك من خلال اعتبار سندات المصالحة والمخالصات المالية مع ذوي الضحايا والمتضررين من الأحداث المؤسفة الموقعة قبل نفاذ هذا القانون؛ مشمولة بهذا القانون.

9.    خضع مشروع القانون لمُراجعة لجنة صياغة التشريعات لقياس الأثر التشريعي؛ والوقوف على مدى مُلاءمة المشروع للبيئة التشريعية المحلية، كما عُرض على لجنة شرعية متخصصة لضمان انسجام أحكام المشروع مع الشريعة الإسلامية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة ©2016 وكالة نقا الإخبارية